قصة الفتيان الخمسة
--------------------------------------------------------------------------------
الفتيان الخمسة
في عتمة الليل وبين الضباب ، فتيان خمسة يعملون في أوقات راحتهم لا يجدون وقتا للراحة يذوقون قسوة الحياة وهم في بداية المطاف ،عماد هو أحد الفتية يعمل في صناعة الزجاج والأواني المنزلية ،مجتهد في عمله ولكن سيده كان شديدا في التعامل معه لدرجة الضرب وهو لم يخطئ ،ولكن هذه الحياة تجبره على العمل رضي أم أبى ،وتامر يعمل في النجارة وهي هوايته المفضلة ،يتقن عمله جيداً،ماهر هو الذي لم يجد له عملاً يتقنه إلا حمل الأمتعة وراتبه من حمل هذه الأمتعة لا تكفي قوت يومه ،وحازم يعمل في إحدى المزارع الكبيرة ،صاحب هذه المزرعة متكبر وبخيل ،نادرا ما تراه يُخرج قرشا من جيبه ،باسل كان طموحا لم يستطع أن يتخلى عن طموحه مثل البقية ،فكان يدرس في الصباح ويعمل في المساء كان هدفه أن يصبح أستاذاً في الجامعة ،التقى هؤلاء الفتية في الحديقة العامة للبلدة ، وتعرفوا على بعضهم ، عندما شرح كل واحدٍ منهم ظروفه أحسوا برابط يجمعهم ولكن لا يعلمون ماهو،في كل يومٍ يلتقون هؤلاء الفتية في هذه الحديقة ، يزداد حبهم يوماً بعد يوم ، حتى أنهم لا يستطيعون الانتظار حتى يرون بعضهم ، اقترح أحدهم أن يبنوا منزلا يأويهم ويجمعهم ، أعجبت الفتية الفكرة ، فأصبحوا يجمعون لشراء قطعة أرض مناسبة لهم ، عندما ِوجد المال والأرض المناسبة ، اشتروا هذه الأرض ، ولكن ما فائدة أرض دون منزل ، وهم لا يستطيعون دفع تكاليف بناء المنزل ، اقترح تامر أن يبني هو وبمساعده من الفتية المنزل بأنفسهم .
بنوا الفتية المنزل وأصبح أجمل منزل في البلدة .
كان المنزل فارغا لا يوجد به شيء ولا تسمع فيه إلا صدى صوتك ، ذهب تامر للغابة وقطع أشجاراً تصلـُح للأثاث المنزلي ، عندما عاد للمنزل أخذ تامر ينحت في الخشب كي صنع منه أثاث للمنزل وأسره له ولأصدقائه وووووو..........
انتهى تامر من نحت الخشب بعد عدة أيام من العمل الشاق ، رتب تامر ماصنعه داخل المنزل، في ذلك الوقت الذي كان يعمل تامر في نحت وترتيب الأثاث كان يعمل عماد على صنع أواني منزلية للمطبخ وبعض التحف ، وماهر لا زال يعمل على حمل الأمتعة كي يوفر الغذاء والمنظفات وبعض الملابس ،ولكن المال لا تكفي لدفع المصاريف ،فكان باسل إذا انتهى من دراسته ذهب ليعمل ،وكان حازم قد خصص له حديقة صغيرة حول المنزل ،يزرع فيها بعضاً من الخضراوات والفواكة وبعض الأغذية التي يسهُل زراعتها ، ويربي بعضاً من الدجاج والماعز،كان على حازم توفير بعض أنواع الطعام لأصدقائه فكان يزرعها في مزرعته الصغيرة ، ويحلب بعض الحليب من ماعزه ، ويأخذ البيض من دجاجه .
عندما استقرت الأمور في المنزل الجديد ، فكروا الفتية بفتح دكان صغير كي يعملون فيه ولايقوعن تحت رحمة أحد إلا خالقهم ، فتح الفتية الدكان فكان يزدحم بالناس ازدحاماً شديداً، يُشترى كل ما عرض في الدكان ،من خضراوات حازم وحليبه ، وأواني عماد وتحفه ، وبعضاً من منحوتات تامر ،ماهر يعمل في توصيل الطلبات للناس ، وباسل كان يكتب بعض الكتب البسيطة ويعرضها في الدكان ، وكان أيضاً هو المحاسب لأنه يفهم في هذه الأمور.
اشتد غضب سيد حازم القديم حتى أخذته الغيرة ، وأخذ يفكر في حرق الدكان وليس هو فقط ، وسيد عماد أيضاً، ولكن حماية الله للدكان كانت أقوى من النار
في كل مرة يُريد الحساد حرق الدكان ،تمطر السماء ، حتى استسلموا وأخذوا يعتذرون للفتية عن أفعالهم الوقحة التي فعلوها بهم في الماضي ، ولكن قلوب الفتية كانت طاهرة فلم يكن منهم إلا مسامحتهم.
كبر الفتية وأصبحوا رجالا عظماء ، يحبهم الجميع ، فقد كانوا من أكبر تجار البلدة ، تحققت أمنية باسل ولكن لم يكن أستاذا في الجامعة بل كان عالما .
..وتوتة توتة وخلصت الحتوتة ..
كل الحقوق محفوظة للأنسة: ريناد الماجد.... JJ